احلام اليقظة هي أن يتخيَّل الإنسان شيئاً ينقصه أو يتمناه فيحاول تحقيقه في خياله ، ليكون بديلاً عن الواقع ، كأن يحلم الإنسان الفاشل ، أنه حقق نجاحاً باهراًً ، ووصل إلى قمة المجد ، يحل مشكلته في خياله ، وهو جالس مكانه ، يمضي وقته وهو محلق في هذا الوهم ، ثم يفيق على حقيقة مُرة ، وهي أنه مازال يعاني من وطأة الفشل ، فيهرب من جديد إلى أحلام اليقظة وهكذا فإنه بهذه الطريقة يهرب من مواجهة نفسه بحقيقة مشكلته وبدلاً من استثمار وقته في النهوض بمستواه ، فإنه يضيَّعه في وهم .. في استغراق في أحلام اليقظة ، لا بأس من القليل من أحلام اليقظة ، التي تخفف قلق الإنسان ، أو تقوده إلى مزيد من العمل والجهد والتفكير والتخطيط لمستقبل أفضل ، أما الأسراف في أحلام اليقظة ، فإنه نوع من الاضطراب ، يؤدي إلى استنفاد جزء كبير من الطاقة النفسية ، فيعوق الإنسان عن العمل الجاد أملاً في تحقيق ذاته ، بل الإسراف في أحلام اليقظة ، يصل الإنسان إلى درجة يعجز فيها عن التميز بين الواقع والخيال