كان داخل مقلمة ممحاة ضغيرة والقلم رصاص جميل، قالت الممحاة. كيف حالك ي صديقي .. أجاب القلم بعصبية: لست صديقك، اندهشت الممحاة وقالت: لماذا.. فرد القلم: لأنني اكرهك، قالت الممحاة بحرن ولمَ تكرهني؟.. أجابها: القلم لأنك تمحين ما أكتب. فردت: انا لا أمحو إلا ألأخطاء ، انزعج القلم وقال: وما شأنك انتي؟.. فأجبته بلطف: أنا الممحاة وهذا عملي، فرد القلم: هذا ليس عملاً، التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع مثل عملك، ولكن القلم ازداد ازعاجاً وقال لها: أتني مخطئة ومغرورة.. لأن الذي يكتب أفضل من الذي يمحو، قالت له الممحاة: إزالة الخطاء تعادل كتابة الصواب.. أطرف القلم لحظة ثم رفع رأسه وقال: صدقتي يا عزيزتي الممحاة، ففرحت الممحاة كثيراً وقالت له: أمازت تكرهني؟ أجاابها القلم وقد أحس بالندم: لن اكره من يمحو أخطائي، فرد الممحاة: وأن أمحو ما كان صواباً، قال القلم: ولكنني أراكي تصغرين يوماً بعد يوم.. فأجابت الممحاة: لأنني أضحي بجزء مني كلما أمحوت من الأخطاء ، فقال القلم حزيناً: انا أقصر يوماً بعد يوم، قالت الممحاة: تواسيه: لا نستطيع إفادة الأخرين إلا اذا قدمنا لهم تضحية من أجلهم، فرد القلم مسروراً: ما أعظمك يا صديقتي وما أجمل كلامك.. فرحت الممحاة وفرح القلم وعاشا صديقين لا يفترقان ولا يختلفان