إن أصدق ما يمكن أن يقال إن حياة الإنسان ما هي إلا مجموعة من الذكريات ، إن هذه الذكريات هي ما يحدد مصيره وبقية حياته ، الذكريات الجميلة التي تبقى في ذاكرة الإنسان يستعيدها من وقت لآخر ليستشعر جمال تلك اللحظات ، لكن الذكريات المؤلمة هي التي لا يمكن أن تمحى او تنسى ، وتشعرنا بغصة كلما تذكرنا ولو جزءاً منها . من منا ينسى ذكريات الطفولة اجمل مرحلة من مراحل عمر الإنسان ، هذه السن التي نقضيها بلا احزان ، بلا هموم ، بلا شعور بالذنب او المسؤلية او قلق من الحاضر ، او خوف من المستقبل ، لكن عندما تتحول الطفولة الى مأساة تكون هي الكارثة . اتذكر يوم أن كنت طفلة صغيرة اعتدت كل صباح الذهات الى المدرسة ، اقضي فيها امتع الأوقات مع صديقاتي ، كنا نقضي نحو ست ساعات في المدرسة ، نقضيها في تعلم الدروس ، كان أكثر درس احبه هو درس الجغرافيا ، كنت اشعر بالدهشة لحجم هذا العالم الواسع ، وأصبح حلمي أن أذهب لو مرة واحدة في حياتي ازور فيها بلدان عدة في هذا العالم الواسع ، اعتدت بعد نهاية اليوم الدراسي أن أعود مع صديقاتي سيراً على الأقدام الى المنزل